بقلم : د.نورة المليفي

تطوير التعليم ليس شعارا نردده أمام شاشات التلفاز وصفحات الجرائد، بل هو عمل جاد يلامس الواقع ويجعله جميلا مثمرا ناضجا متدفقا بالحيوية والعطاء.

التعليم لا يعيش بمعزل عن المجتمع وأحداثه السياسية والاقتصادية والثقافية، بل إن هذه الأحداث هي لب التعليم والتطوير وعماد لأبحاث جديدة.

لقد مرت الكويت في الحادي والعشرين من مارس من هذا العام بحدث ثقافي كبير، جعل الكويت في محطة تحت الأنظار، ويتابع أخبارها الثقافية العالم أجمع.

د / سعاد الصباح شخصية ثقافية ليوم الشعر العربي: فقد اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم (الألكسو) ومقرها في تونس وتابعة لجامعة الدول العربية، اختارت د.سعاد الصباح شخصية ثقافية ليوم الشعر العربي في الحادي والعشرين من مارس لهذا العام.

فقد اعتادت هذه المنظمة أن تختار شخصية ثقافية من كل عام لتكريمها في يوم الشعر العربي في الحادي والعشرين من مارس، امتدادا ليوم الشعر العالمي الذي أقرته «اليونيسكو» ليكون 21/03 يوما عالميا للشعر.

فاختارت المنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم في تونس من هذا العام ولأول مرة شخصية ثقافية نسائية لتكون شخصية يوم الشعر العربي.

وأرسلت هذه المنظمة (الألكسو) رسالة لوزارات الثقافة في الوطن العربي لاعتماد د.سعاد الصباح شخصية ثقافية ليوم الشعر العربي 21/03 هذا العام 2022.

٭ احتفالات وتكريم: احتفلت تونس بهذا التكريم، وحضر الاحتفال حفيدة د.سعاد الصباح الشيخة فضيلة محمد العبدالله.

وفي قطر، أقيمت أمسية نقدية حول تكريم د.سعاد الصباح، وفي الكويت وأثناء افتتاح مهرجان القرين الثقافي كرّم وزير الإعلام د.سعاد الصباح، حضر التكريم الشيخة شيماء العبدالله.

كما أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب برعاية الأمين العام د.عيسى الأنصاري أمسية نقدية لتكريم د.سعاد الصباح حضرها ابنها الشيخ مبارك العبدالله.

٭ حدث أكبر من التكريم: إن اختيار د.سعاد الصباح شخصية ثقافية ليوم الشعر العربي من هذا العام 2022 حدث أكبر من كل مظاهر التكريم، حدث لابد له أن يؤرخ في مناهج وزارة التربية بحيث يضاف إلى مناهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية عبر موضوعات القراءة، ليكون هذا الحدث مثالا وقدوة لطلبتنا يدفعهم للأمام والإنتاج ويزيدهم قوة وثباتاً لتحقيق الأمنيات والطموحات.

إن مثل هذا الحدث الثقافي جعل الكويت فخرا ليس فقط أمام الكويتيين وإنما أمام أبناء الخليج والوطن العربي كافة.

إن مثل هذه الأحداث الثقافية يجب أن تزين مناهجنا، لتكون قريبة من الطالب يدركها ويعيها ويحفظها في ذاكرته ليؤرخها بنفسه لأحفاده وللوطن.

إن مناهج وزارة التربية يجب ألا تعيش العزلة عن المجتمع، ففي هذا المجتمع إنجازات عظيمة، سينساها الدهر إذا نسيناها، وحتى لا ننسي فضل من ساهم في رفع اسم الكويت عاليا بين الدول يجب أن نؤرخ أسماء هذه الشخصيات وإنجازاتهم عبر مناهج وزارة التربية في مادة اللغة العربية عبر موضوعات القراءة.

٭ أسطورة حقيقية: فالدكتورة سعاد الصباح أسطورة من الأساطير الجميلة، لكنها ليست خيالا بل هي واقع جميل وشخصية فريدة عجز الزمان عن أن ينجب مثلها.

ساندها رجل عظيم زوجها المغفور له الشيخ عبدالله المبارك، وصعد بها القمم، وقد أثبتت أفعاله، رحمه الله، أن وراء كل امرأة أسطورة رجلا أسطوريا.

الأسطورة د.سعاد الصباح عندما تزين مناهج وزارة التربية حتماً فإنها ستزين النساء وتهذب الرجال الذين سيتخذون من زوجها قدوة في التعامل مع الأنثى الحقيقية.

د.سعاد الصباح الأسطورة اتخذت من الحب سلاحا لها في التعامل مع الحياة بجميع جوانبها، فنجحت أُماً وزوجة وأكاديمية وشاعرة وأديبة وتشكيلية مبدعة وجدة، وهي قبل كل شيء إنسانة راقية في تعاملها وسلوكها وأخلاقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *