سعاد الصباح.. الوطن في كلمات

بقلم : د.ليلى السبعان

يعد اختيار المنظمة العربية للتراث والثقافة والعلوم (ألكسو) للشاعرة د ..سعاد الصباح «الشخصية العربية ليوم الشعر العالمي»، من العلامات المضيئة في جبين الكويت، كما أنها رسالة تؤكد ريادة الكويت وتميزها في مجال الإبداع الإنساني.

فمنذ سنوات طويلة، أتابع بحب وتقدير، ما تقدمه الشاعرة د.سعاد الصباح، من أعمال أدبية – خصوصا في مجال الشعر – بالإضافة إلى مؤلفاتها في الاقتصاد والتاريخ، تلك التي تتمتع في طرحها بمصداقية عالية.

وقتها كنت أعرف أن د.سعاد الصباح، علم من أعلام الكويت، فسيرتها الإبداعية ممتدة منذ عشرات السنين، وهي واجهة مضيئة لبلدها في المحافل العربية والدولية، خصوصا قصائدها الشعرية، التي حظيت باهتمام جماهيري كبير، كما تناولها النقاد، تحليلا ودراسة وشرحا، نظراً لما تحتويه من إضاءات إنسانية وعاطفية واجتماعية ووطنية عالية.

ومع ذلك، يبقى العامل الإنساني الذي يتوافر بكثرة في وجدان وقلب الشاعرة د.سعاد الصباح، هو العنصر الأهم، والذي من خلاله تشكلت شاعريتها، ونمت موهبتها، لتصل إلى مستويات راقية، ودرجات مرتفعة في مجال اختيار الكلمات والمعاني والخيالات، إلى الدرجة التي يشعر فيها القارئ لقصائدها، بأنه يحلق في أجواء لا نهاية لها من الصدق والإخلاص، والبعد – إلى درجة القطيعة – عن كل ما لا يهدم الإنسانية.

وعلى هذا الأساس تبلورت قصائدها التي وجهتها إلى وطنها الكويت، ودافعت فيه عنه حتى في أحلك ظروفه، فجاءت هادرة، ومحركة للمشاعر الوطنية، وملهمة لكل وطني مخلص لبلده، فأحب الناس هذه القصائد وجعلوها أسلحتهم التي دافعوا بها عن الحق ضد الظلم.

فيما جاءت قصائدها عن المرأة، ثائرة، وذات طابع موضوعي متناسق تماماً مع مطالب المرأة في أن يكون لها دور في المجتمع، بصفتها الأم والأخت والزوجة والابنة، والتركيز على مفاهيم تخص الاحترام والتقدير المتبادل بين المرأة والرجل.

ومن الجميل أن كثيرا من النقاد رأى أن د.سعاد الصباح، جسدت المرأة الشرقية خير تجسيد في قصائدها، وأنها استطاعت أن تعبر عن مطالبها وتطلعاتها.

ومن أنبل وأصدق ما قرأت من قصائد، تلك التي توجهت بها إلى زوجها الراحل الشيخ عبدالله المبارك الصباح، وكانت في محتواها ومشاعرها، شكلا مشرقا للصدق والحب، لتنساب كقطرات الندى، وتتحاور مع النفس في شوق وتفانٍ.

كما أن القصائد التي كتبتها في ابنها الراحل مبارك – الذي توفي وعمره 12 عاما – رصدت كل الرصد، مشاعر الأم التي فقدت ولدها، واستطاعت بكل اقتدار أن تبدع كلمات، اتسمت بالحزن، والفقد.

إن الشاعرة د.سعاد الصباح أثرت المكتبة العربية بالعديد من الكتب الأدبية والتاريخية، من أهمها: «هل تسمحون لي أن أحب وطني»، و«صقر الخليج عبدالله مبارك الصباح» و«الشيخ مبارك الصباح مؤسس الكويت الحديثة» وغيرها.

ومن الدواوين الشعرية: «ومضات باكرة»، و«ديوان من عمري» و«أمينة» و«إليك يا ولدي» و«فتافيت امرأة»، واشتهر من هذا الكتاب قصيدة «كن صديقي» والتي غنتها الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي ولحنها الموسيقار عبدو منذر، وغيرها، كما حصلت على العديد من الجوائز وكُرِّمت في أكثر من مناسبة خلال مسيرتها الأدبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *